في بعض الأحيان، من الضروري حرق الغاز لأسباب تتعلق بالسلامة ، حيث يتجمع النفط تحت الأرض ويشكل احواضاً نفطية ويتراكم الغاز حوله، لذا يجب التخلص من هذا الغاز قبل البدء بعملية التنقيب عن النفط.
وقد تحدث انفجارات إذا كانت هناك زيادات مفاجئة في الضغط مع وصول الغاز إلى سطح الأرض وعملية حرق الغاز ليست إلا وسيلة للحد من مستوى الضغط.
وتعرف عملية الحرق هذه بـ " الحرق من أجل السلامة" أو "الحرق الطارئ" لكن شركات الطاقة تقوم غالباً بحرق هذا الغاز لتوفير النفقات علي النحو الأكثر
وإذا كانت الشركات تستخرج كميات صغيرة فقط من الغاز أو كانت تقوم بالحفر في منطقة نائية ترى أنه من غير المجدي من الناحية المالية جمع هذا الغاز ونقله وبالتالي يتم حرقه للتخلص منه، وتعرف هذه العملية بـ "الحرق الروتيني"
أضرار حرق الغاز بالبيئة؟
حسب تقديرات البنك الدولي حرقت شركات الطاقة في عام 2021 نحو 144 مليار متر مكعب من الغاز، ما أدى إلى إطلاق ما يعادل أكثر من 400 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي
وهذه الكمية تعادل كمية غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث من السيارات عند قطعها مسافة 9 تريليون ميل. كما ينتج عن حرق الغاز الهباب (السخام)
ويقول الاتحاد الأوروبي لعلوم الأرض إن عملية حرق الغاز مسؤولة عن 40 في المئة من الكربون الأسود الذي تراكم في القطب الشمالي، وهو سبب رئيسي لذوبان الغطاء الجليدي في القطب الشمالي
أضرار حرق الغاز بصحة البشر ؟!
تنتج عن عملية حرق الغاز مادة كيميائية تطلق في الهواءهي البنزين، والتي يمكن أن تسبب الصداع والرجفان أو اضطراب ضربات القلب للأشخاص الذين يعيشون قرب مواقع حرق الغاز، عدا عن أن البنزين قد يسبب مرض السرطان أيضاً.
كما ينتج عن حرق الغاز النفثالين أيضاً، الذي قد يتسبب في تلف العين والكبد، وهو سبب آخر محتمل للإصابة بالسرطان.
ويمكن أن يسبب الهباب الأسود الناتج عن حرق الغاز صعوبات في التنفس وأمراضاً في الجهاز التنفسي والقلب والسكتات الدماغية
بدائل عملية حرق الغاز ؟!
يدعو البنك الدولي شركات الطاقة إلى جمع الغاز المرافق وبيعه للشركات والمستهلكين لكن الغاز بحاجة إلى معالجة قبل أن يكون آمنا للاستخدام لأنه يحتوي على مواد كيميائية ضارة، ومعالجته عملية مكلفة، وهي إحدى الأسباب التي تدفع بعض الشركات إلى حرقه بدلاً من معالجته.
ويقول البنك الدولي إن هناك خيارات أخري يمكن للشركات استخدام الغاز في محطات توليد كهرباء متنقلة، لتشغيل مواقع التنقيب عن النفط، أو كوقود في مصانع البتروكيماويات.
وثمة خيار آخر يتمثل في إعادة ضخ الغاز في الأرض لزيادة الضغط في مكامن النفط، الأمر الذي من شأنه أن يسمح للشركات باستخراج المزيد من النفط.
تقوم بعض شركات الطاقة بـ "تنفيس" الغاز المتجمع في مكامن النفط و إطلاقه في الجو بدون حرقه
لكن هذه العملية تضر بالبيئة أكثر من حرق الغاز، لأن غاز الميثان ينتشر في الجو والميثان له دور كبير في الاحتباس الحراري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق